الغناء بالمد ما هو؟ لا يُعرفُ الغناء بالمد هكذا الغناءُ إلا على الصوت اللين الذي يصحبه التطريب والتفنن في الخضوع والتكسر ولهذا كُلما كان المُغني أقدر على مُلامسة أحاسيس الناس بالخضوعِ والميولِ والتكسرِ ونبرات الصوت كُلما كان أكثر شعبيةً وجمهوراً عند الناس، ولهذا تجد المولعين بالغناء وسماعه والتلذذُ به يطلبون رقيق الصوت رجُلاً كان أو امرأة وذلك زعموا لأنه يجلبُ عليهم الترفيه ويدفعُ عنهم السأم ويُحي في نفوسهم النشوة، هذا هو الغناء، وهو شعرٌ من الأشعار، والشعرُ كما تعلمون منه ما هو حسن ومنه ما هو خبيث والغناء بهذا الضابطُ وهذا التعريف ليس فيه حسن بل كُله ممقوتٌ مذموم، وأما أسماءهُ فقد أورد ابن القيم رحمه الله في كتابه النفيس ( إغاثة اللهفان ) بضعة عشر اسماً منها ما هو مرفوعٌ إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ومنها إلى من دونه من الصحابة والتابعين، ومن تلكم الأسماء: (مزمار الشيطان، لهو الحديث، بريدُ الزنا، الصوتُ الأحمق، الصوتُ الفاجر) هذه من بضعة عشر اسماً، وقد عقد رحمه الله مبحثاً نفيساً في بيان حكم الغناء حشد فيه ما تيسر له من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وفتاوي أهل العلم من الأئمة الأربعة وغيرهم من علماء الإسلام، مبحثٌ يجعلُ المصنف الذي ينشدُ الحق ويطلبُ السلامة لدينه وعرضه يقفُ على حقيقةِ هذه الخصلة الذميمة